لا تعج غابات الأمازون فقط بملايين من النباتات والحيوانات والحشرات الغريبة، بل يعيش هناك بشر سكنوا غابات الأمازون منذ الأف السنين. قبل الغزو الأوروبي للأمريكيتين الشمالية والجنوبية كان يعيش سكان غابات الأمازون الأصليين بسلام في موطنهم. تقلص عدد سكان غابات الأمازون الأصليين كثيرًا جدًا بسبب المجازر التي تم إرتكابها بحقهم.
ما هي أكبر قبائل غابات الأمازون؟
واحدة من أكبر قبائل غابات الأمازون هي قبيلة الكاريبيين الذي سُمي البحر الكاريبي نسبة إليهم. أما باقي القبائل تناثرت وأصبحت أعدادها قليلة جدًا، أقل عددًا مما كانت عليه في الماضي. بالرغم من التطهير العرقي الذي شهدته تلك القبائل والعنف العنصري، مازال يعيش منهم الاف القبائل العرقية في مناطق متفرقة، لكل واحدة منهم لغتها وعادتها وثقافتها القبلية.
كيف يعيش سكان غابات الأمازون؟
بالرغم من إنخراط العديد من السكان الأصليين بين سكان المناطق الحضرية، إلا أنه مازال هناك العديد منهم يعيش تحت العادات القديمة التي ورثوها من أجدادهم. يستخدمون الغابة في كل شيء تقريبًا من طعام وملبس ودواء.
ماذا يأكل سكان غابات الأمازون؟
يعتمد السكان الأصليين على العديد من الطرق لتوفير الطعام، من بينها؛ صيد الأسماك، وجمع الفواكه، والمكسرات. ليس هذا فقط، بل يعتمد السكان أسلوب مستدام للزراعة، يُعرف باسم الزراعة المتنقلة.
ما هي الزراعة المتنقلة؟ يقوم السكان الأصليين بإختيار قطعة أرض صغيرة وحرقها من النباتات الضارة، بعد ذلك ينظفوها ويحرثوها، ثم يغرثون البذور المتنوعة منها الدوائية والغذائية. بعد مرور سنوات عديدة تبدأ الأعشاب الضارة بالسيطرة على الأرض، مما يعيق زراعة المزيد من المحاصيل. بعد ذلك ينتقلون إلى أرض أخري لزراعتها، ويتركون الأرض القديمة لمدة تتراوح من عشرة إلي خمسين عام قبل زراعتها من جديد.
ما أهمية الغابة للسكان الأصلين؟
يقدس السكان الأصليين غابة الأمازون والتي فروا إليها من بطش الأوربين قبل خمسمئة عام خلت. يستخدمون في حياتهم اليوميو الطرق المستدامة قدر الإمكان للحفاظ على الغابة المطيرة بإعتبارها موطن لهم.
هل يذهب أطفالهم إلى المدرسة؟
لا يذهب غالبية أطفال السكان الأصليين للمدارس، بدلًا من ذلك لديهم ما يتعلمونه من أبائهم وأجدادهم وباقي أفراد المجتمع. واحدة من أهم أولياتهم التعليمية هي كيفية البقاء على قيد الحياة في غابة مليئة بالمخاطر. يتعلمون فنون الصيد بإستخدام الرماح والقوس والنشاب، وصيد السمك، ويعرفون الفرق بين النباتات المفيدة والضارة. حتي أن البعض منهم يعرفون عن غابات الأمازون أكثر بكثير من العلماء الذين قاموا بدراستها لسنوات طوال.
المخاطر التي تهدد السكان الأصليين لغابات الأمازون؟
منذ بداية الغزو الأوربي قبل 500 عام فقد السكان الأصليين أراضيهم وأرواحهم، فقد تقلص عددهم إلى 10% فقط. حتي تمت إبادتهم بطرق بشعة، حيث قام الغزاة بإعطائهم أغطية ومفروشات تحتوي على العديد من الأمراض مثل، الجدري والحصبة وحتى نزلات البرد الشائعة، من مفارش المستشفيات القادمة على متن السفن المبحرة من أوربا. قام سكان غابات الأمازون الأصليين بقبول الهدية بحسن نية، إلا أن مناعتهم لم تكن كافية لمواجهة تلك الأمراض التي كانت جديدة عليهم وليس لديهم مناعة ضدها، ليهلك عدد كبير منهم.
لم يكتفي الأوروبيون بما فعلو بسكان أمريكا اللاتنية الأصليين ليعيدوا الكرة مع سكان أوقيانوسيا. قام المستوطنين بطرد وأبادة بل وإستعباد العديد من سكان الغابات الأصليين، من خلال العمل بدون أجر في المناجم أو مزارع قصب السكر.
لم يكتفوا بذلك حتي الأربعين عام الماضية، فلقد قامت الحكومة بتمهيد عدد معين من الطرق، ومنع الناس من الدخول لمناطق السكان الأصليين بإستثناء شركات الأخشاب والمناجم والنفط ومربي المواشي، جميعهم قد تسبب في تدمير ملايين الأفدنة الخضراء من غابات الأمازون سنويًا.
معانات سكان غابات الأمازون الأصليين؟
بالرغم من إمتلاكهم للأرض منذ الأف السنين، إلا أنهم لا يمتلكون صكوك عند الحكومات تثبت ملكيتهم لتلك الأرض وليس عندهم سندات ملكية. لهذا السبب لا يتم الإعتراف من قبل الحكومات بحقهم في إمتلاك الأراضي.
لذلك لا يوجد عندهم خيار بديل سوي الذهاب للمدن والعيش بين سكان المدن. تخيل بأن أعضاء القبيلة يعرفون جمع الطعام من الغابات ولا يعرفون كيفية شرائه من متاجر البقالة! شعور قاسي. لذلك يعيشون في حالة فقر مزري، وقد يطرون للمبيت في الشوارع أو على جوانب الطرقات.
لماذا يجب حماية سكان غابات الأمازون الأصليين؟
الجواب يعتمد على الأخلاق، بصفتهم سكان الأرض الأصليين لابد من توفير حياة كريمة لهم، فالتنوع الثقافي يثري الحياة بين الشعوب. يجب علينا الإعتراف بأن القرن العشرين كان أكثر القرون وحشية بحق السكان الأصليين، وكان أيضًا القرن الأكثر إنقراضً للحيوانات البرية أكثر من القرون السابقة.
كما أن هذه الشعوب لديها معرفةً واسعةً بالغابة، من خلال العيش فيها وأنواع النبات الطبية وغير الطبية، كما يمكننا أن نتعلم منهم كيفية العيش فيها من دون تدميرها.
خاتمة عن غابات الأمازون
في العقود القليلة القادمة، قد يكون الأمر حاسماً لمن يتخذون من الغابات المطيرة موطن لهم. من خلال عيشهم في بيئات هشة، ومعرفتهم الواسعة التي إكتسبوها طيلت عيشهم في الغابة.
تحاول العديد من الشركات والأفراد وبعض الدول لإيجاد حل مناسب يضمن عيش تلك الشعوب الأصلية في سلام بموطنهم. سيكتب المؤرخون عن القرن العشرين أنه القرن الذي دمر فيه الأوربيون شعبً مسالماً لنهب أرضه، أو تقبل الأمر والإعتراف بحقوق هؤلاء القبائل بأرضهم من خلال العيش بسلام بين الشعوب. من خلال العمل الجماعي يمكننا الإعتراف بحقوق الشعوب بأرضهم وأن يعيشوا عليها بسلام.