📁 آخر المواضيع

دراسة صادمة تكشف لنا عن "اخطر حيوان مفترس" في العالم

اخطر حيوان مفترس
نحن نادرًا ما نعتبر أنفسنا اخطر حيوانات في العالم، بل والأكثر خطرًا على الإطلاق، ولكن من الواضح أن الحياة البرية ترى الأمور بشكل مختلف وتدرك حقيقتنا المرعبة.

أقوى حيوان مفترس في العالم

يعتقد البعض أن الأسد هو  اخطر حيوان مفترس، بينما يرى آخرون أن النمور أو الذئاب هي اخطر حيوانات في العالم، وقد يقول بعضهم بان سمك القرش هي أقوى حيوان مفترس في العالم. لكن كما أظهرت مناقشات حديثة على الإنترنت، فإن كثيرات من النساء يعتقدن أن الرجال هم أكثر الحيوانات رعباً - حتى أكثر رعباً من مواجهة دب في غابة بمفردك. ويبدو أنهن لسن الوحيدات اللاتي يشاطرن هذا الرأي.

دراسة تجيب عن السؤال!

طرحت دراسة حديثة سؤالاً مشابهاً، حيث استفسرت عن الحيوانات التي يمكن اعتبارها الأكثر رعباً في الحياة البرية الأصلية في أستراليا. وبما أن أستراليا تعد قارة جزيرة، فهي تفتقر إلى جميع أنواع الحيوانات الكبيرة آكلة اللحوم. لذا، فإن الحجة تشير إلى أن الحيوانات الجرابية الأصلية مثل الكنغر والوالابي تظهر نقصاً نسبياً في الخوف من الكلاب (وأيضاً الحيوانات آكلة اللحوم المستوردة) نتيجة عدم وجود خبرة تطورية في التعامل معها.

لماذا البشر اخطر حيوان مفترس في العالم

لكن عندما نتحدث عن البشر، يتبين أن الحيوانات البرية الأصلية في أستراليا تخاف منا بشكل واضح. فهذه الحيوانات تحمل تجربة تمتد لأكثر من 50 ألف عام مع البشر، ولذلك، تهرب منا مباشرة ـ حتى أن صوتنا يكفي لتفريغ منطقة من الحيوانات البرية الأسترالية.

وهذا ما تؤكده عالمة الأحياء البرية ليانا زانيت، أستاذة في جامعة ويسترن ومتخصصة في دراسة تأثيرات الخوف الناتج عن الحيوانات المفترسة على الحياة البرية.

نتائج الدراسه

في هذه الدراسة، تعاون البروفيسور زانيت مع كالوم كانينغهام وكريس جونسون من جامعة تسمانيا، وأثبتوا معًا أن حيوانات الكنغر والولب وغيرها من الثدييات الجرابية الأسترالية تخشى البشر أكثر بكثير من أي مفترس آخر.

وقد أظهروا ذلك من خلال استخدام أنظمة مكبرات صوت وكاميرات آلية مخفية، التي تعمل عند مرور الحيوان على مسافة قصيرة (حوالي 10 أمتار أو 30 قدمًا). هذه الأنظمة رصدت استجابة الحيوانات لأصوات البشر وهم يتحدثون بهدوء، أو لأصوات الكلاب تنبح، أو للشياطين التسمانية تزأر، أو للذئاب تعوي، وكذلك لصوت الأغنام الذي يعتبر غير مهدد.

وقد وجدوا أن حيوانات الكنغر والولب وغيرها من الجرابيات كانت أكثر عرضة للهروب بمعدل 2.4 مرة عند سماعها لأصوات بشرية فقط مقارنة بسماعها لأصوات الكلاب أو الشياطين التسمانية أو الذئاب.

صدمة تكشف الحيوان الاخطر في العالم

أظهرت جميع أنواع الحيوانات الجرابية التي تم اختبارها نفس النمط، حيث كانت فرص هروبها من البشر أعلى بنحو الضعف مقارنةً بإمكانية هروبها من المفترس الطبيعي، والذي كان في كل حالة هو الكلاب. كما كانت جميع الحيوانات التي تم دراستها أكثر انتباهاً للبشر.

قالت البروفيسورة زانيت: "تساهم هذه النتائج في توسيع الأدلة التجريبية المتزايدة التي تشير إلى أن الحياة البرية حول العالم تعتبر البشر اخطر حيوان مفترس على هذا الكوكب".

رؤية البشر يصيب الحيوانات بإضطراب

وفقًا لدراسة سابقة للأستاذة زانيت، فإن استجابة الخوف عند البشر قوية وشائعة جدًا لدرجة أن الحيوانات البرية تظهر تغييرات تشبه اضطراب ما بعد الصدمة في دماغها وسلوكها.

يعتبر اضطراب ما بعد الصدمة حالة صحية عقلية كان يُعتقد سابقًا أنها تؤثر فقط على البشر، وتظهر نتيجة حدث مرعب - سواء تم التعرض له أو مشاهدته. قد تشمل الأعراض ذكريات الماضي، والكوابيس، والقلق الشديد، بالإضافة إلى الأفكار التي يصعب السيطرة عليها حول الحدث.

تم إجراء دراسات عديدة حول العالم

تعزز هذه النتائج ما توصلت إليه دراسات سابقة أجرتها البروفيسورة زانيت وزملاؤها. وقد تمت هذه الدراسات في أمريكا الشمالية (ref) وأوروبا (ref) وأفريقيا (ref) وآسيا، وتظهر جميعها أن الحيوانات البرية حول العالم تشعر برعب شديد من "اخطر حيوان مفترس" المتمثل في الإنسان، حيث إن خوفها يفوق كثيرًا خوفها من الأسود والفهود والكوجر والدببة والذئاب، بل وحتى الكلاب.

يمكننا أن نتوقع أن للخوف الشديد من البشر، الذي ظهَر هنا وفي تجارب حديثة مشابهة، عواقب بيئية كبيرة، حيث أظهرت أبحاث جديدة أن هذا الخوف ذاته يمكن أن يؤدي إلى تقليل أعداد الحياة البرية، وأن الخوف من البشر قد يسبب تأثيرات متتابعة على أنواع متعددة في مختلف الأنظمة البيئية.

الفرق بين الإنسان وباقي الحيوانات المفترسة

بخلاف الحيوانات المفترسة التي تميل إلى افتراس صغارها، يفضل البشر اصطياد الحيوانات الناضجة. وبفضل تنوع الأسلحة المتاحة، تتمتع عمليات الصيد البشرية بقدرة صيد كبيرة، مما يؤدي إلى خسائر جسيمة في الحياة البرية.

أشارت البروفيسورة زانيت إلى أن الأبحاث العالمية تُظهر أن البشر يصتادون الفرائس بمعدلات تفوق بكثير تلك التي تسجلها الحيوانات المفترسة الأخرى، مما يؤدي إلى تصنيف البشر كـ "اخطر حيوان مفترس". ويتماشى الخوف الكبير من ظهور البشر في البرية مع القدرة الفريدة التي يتمتع بها الإنسان على الصيد.

تهديد البشر للحياة البرية

علاوة على ذلك، فإن استهداف البشر وصيدهم بشكل غير متناسب للحيوانات البالغة يمكن أن يؤثر سلبًا على القدرة على التكاثر في مجموعات برية بأكملها، بالإضافة إلى تأثيره على تفاعلاتها البيئية ضمن شبكات الغذاء. ومن المهم أيضًا الإشارة إلى أن البشر لا يقدمون أي خدمات بيئية في المقابل.

خاتمة

البشر يُعتبرون "المفترس الأخطر غير المرئي"، حيث أننا غالبًا ما لا نعتبر أنفسنا مفترسين رئيسيين، ناهيك عن كوننا الأخطر. ولكن من الواضح أن الحياة البرية تملك رأيًا آخر - وتكشف لنا عن حقيقتنا.

المصدر

مقالة على موقع: forbes

تعليقات



document.addEventListener('DOMContentLoaded', function(event) { window.cookieChoices && cookieChoices.showCookieConsentBar && cookieChoices.showCookieConsentBar( (window.cookieOptions && cookieOptions.msg) || 'يستخدم الموقع الإلكتروني هذا ملفات تعريف الارتباط من جوجل لتقديم خدماته وتحليل عدد الزيارات.', (window.cookieOptions && cookieOptions.close) || 'موافق', (window.cookieOptions && cookieOptions.learn) || 'معرفة المزيد', (window.cookieOptions && cookieOptions.link) || 'https://www.wildhub2.com/p/terms-of-use-generator.html'); });