-->

تعرف على المناخ المناسب لزراعة الكرز

أشجار الكرز واحدة من أجمل الأشجار الموجودة في العالم، حيث تنتج أزهار جميلة تخطف الأنظار ومن بعد ذلك ثمار لذيذة يتم أكلها طازجة أو مع الحلويات. لكن مع هذه الإمتيازات الجميلة ليس كل المناخات مناسبة لزراعة الكرز وذلك لأسباب عدة سوف نتعرف عليها في موضوعنا اليوم عن المناخ المناسب لزراعة الكرز.

المناخ المناسب لزراعة الكرز
المناخ المناسب لزراعة الكرز

ما هو المناخ المناسب لزراعة الكرز

تُعتبر بداية فصل الربيع أو نهاية فصل الخريف هي الفترة الأنسب لزراعة الكرز. يفضل زراعة شجرة الكرز في المناطق ذات درجات الحرارة المعتدلة في الصيف والمائلة إلى البرودة في الشتاء، ولا تناسب زراعتها في المناطق الحارة أو الباردة جدًا. حيث تنمو بشكل جيد في أوروبا، من بريطانيا حتى صقلية في البحر الأبيض المتوسط.

تُنبت أشجار الكرز في المناطق المرتفعة خلال فصلي الخريف والربيع في أجواء معتدلة، حيث تحتاج إلى درجات حرارة لا تقل عن 29 درجة مئوية، لأن انخفاض درجات الحرارة يؤثر سلبًا على صحة شجرة الكرز. تميل هذه الأشجار نحو الضوء، لذا يُفضل زراعتها في المناطق المشمسة بعيدةً عن المناطق السكنية.

أشهر دول العالم في زراعة الكرز

تتصدر تركيا المرتبة الأولي عالميًا في إنتاج الكرز، حيث تقوم بإنتاج قرابة 20% من الإنتاج العالمي للكرز، والذي يقترب من ستمئة ألف طن.

اليابان هي واحدة من أشهر دول أسيا والعالم في زراعة الكرز،  حيث تمتلك المناخ الذي يناسب زراعة الكرز. تشتهر اليابان بأشجار الكرز، حيث تتفتح أزهارها في بعض المناطق بسبب الظروف المناخية المناسبة.

تعتبر كذلك منطقة شمال غرب المحيط الهادئ مناخ مناسب لزراعة أشجار الكرز، حيث توفر هذه المناطق مناخًا معتدلًا مع ساعات من البرودة، وفصل نمو خالٍ من الصقيع، وظروف التربة المناسبة لزراعة الكرز.

في قارة أوروبا توجد هناك بعض الدول التي يتناسب مناخها مع زراعة الكرز مثل فرنسا وإيطاليا، حيث تنشأ العديد من أنواع الكرز. تساهم المناخات المعتدلة وظروف النمو المناسبة في إنتاج كرز عالي الجودة في هذه البلدان.

زراعة الكرز في الدول العربية

بالنسبة لزراعة الكرز في الوطن العربي تأخذ المغرب وبلاد الشام الحصة الكبري في ذلك الخصوص، يعود ذلك إلي عدة أسباب لعل أبرزها هو المناخ المناسب لزراعة الكرز والذي يتمثل في البيئة المعتدلة للباردة مثل إعتدال درجة الحرارة في فصل الصيف والشتاء البارد. لكن هناك أنواع يمكنها التكيف بشكل كبير مع بيئات الوطن العربي الحارة ومن أبرزها شجرة الكرز البرازيلي.

المناخات المعتدلة

تنمو أشجار الكرز بشكل أفضل في المناخات المعتدلة التي تتميز بفصول الربيع والصيف والخريف والشتاء المتميزة. تحتاج هذه الأشجار إلى فترة من السكون خلال فصل الشتاء، مع انخفاض في درجات الحرارة كافٍ لتحفيز هذه المرحلة. هذه الفترة الباردة ضرورية لصحة الشجرة، حيث تساعد في تنظيم دورات النمو وتعزيز إنتاج الثمار على مدار السنة.

ساعات البرودة

تعتبر ساعات البرودة عاملًا أساسيًا في نجاح زراعة أشجار الكرز. تمثل هذه الساعات مجموع الوقت في فصل الشتاء عندما تبقى درجات الحرارة بين 0 درجة مئوية و7.2 درجات مئوية. تعتبر هذه الفترة حيوية لكسر حالة السكون وتعزيز الإزهار الصحي ونمو الثمار في الربيع.

موسم الإزهار الخالي من الشتاء

تستفيد أشجار الكرز من خمول الشتاء البارد، لكنها تحتاج إلى ربيع خالٍ من الصقيع لتحقيق أفضل إنتاج من الفاكهة. يمكن أن يتسبب الصقيع خلال فترة الإزهار في أضرار للأزهار ويقلل بشكل كبير من إنتاج الفاكهة. لذلك، فإن المناطق التي تتميز بفترات طويلة خالية من الصقيع في الربيع تعتبر مثالية لزراعة الكرز.

الري والتربة

يوفر الطقس الحار والجاف فوائد عديدة لنمو أشجار الكرز وإنتاج ثمارها. أولاً، تعمل مستويات الرطوبة المنخفضة في المناخات الجافة على تقليل مخاطر الأمراض الفطرية والآفات، مما يعزز صحة الأشجار. كما يضمن نظام الري المنظم في هذه المناخات إدارة فعالة للمياه، مما يقي من المشكلات المرتبطة بالمياه ويزيد من تركيز السكريات في الكرز، مما يحسن طعمه.

بالإضافة إلى ذلك، تسهل أنماط الطقس المتوقعة في المناخات الجافة الدافئة توقيت الحصاد المثالي، مما يسمح للكرز بالنضوج بشكل متساوٍ ويعمل على إطالة موسم النمو لتحقيق غلات أعلى.

ضوء الشمس ودوران الهواء

إن توفر ضوء الشمس الكافي وتعميم الهواء أمران أساسيان لزراعة الكرز. تزدهر أشجار الكرز تحت أشعة الشمس الكاملة، حيث تحتاج إلى ما يتراوح بين ست إلى ثماني ساعات من الضوء المباشر يومياً لتحقيق أفضل نمو وإنتاج للثمار.

يساهم التعرض الكافي لأشعة الشمس في تلك المناطق في عملية التمثيل الضوئي، مما يعزز من نمو الأشجار ويهيئ ظروفًا مثالية لتطور الزهور وزيادة إنتاج السكر للحصول على ثمار لذيذة. كما يساعد تدفق الهواء حول الأشجار في الوقاية من الأمراض الفطرية ويضمن صحة الأوراق والثمار.

خاتمة

في الختام نستنتج مما سبق بأن العوامل الجوية هي التي تقوم بتحديد المناخ المناسب لزراعة الكرز، حيث تحتاج تلك الأشجار إلي درجة حرارة معتدلة في الصيف ودرجة حرارة مائلة للبرودة في الشتاء لكن لا تصل إلي مرحلة التجمد.