كيفية الحفاظ على نهر النيل - اسباب ونصائح لحماية شريان الحياة لمصر

هل تريد بحث عن تلوث نهر النيل وكيفية الحفاظ عليها، لقد وصلت للمكان المناسب. نهر النيل هو شريان الحياة لكل الدول التي يمر بها ويجب التعامل معه بكل إحترام، لأن هذا النهر يوفر جميع متطلبات الحياة التي نحتاج إليها تنفيذًا لقول الله تعالي (وجعلنا من الماء كل شيء حي).

وحول هذا الموضوع هناك العديد من القضايا الضخمة التي يجب التعامل معها ما بين سياسية وطبيعه وحتي مني أنا وأنت. إذا ما كنت تريد حقًا الحفاظ على نهر النيل فتابع قرأة موضوعنا عن كيفية الحفاظ على نهر النيل.

كيفية الحفاظ على نهر النيل
صورة عن الحفاظ على نهر النيل

أهمية نهر النيل في مصر

نهر النيل هو المصدر الأهم للمياه في مصر بصفتها أخر دولة يمر بها "دولة المصب". فمنذ القدم يعتبر نهر النيل اهم مصدر لري الأراضي الزراعية في مصر ومد المنازل بمياه الشرب، ويصل إمداد النيل لمصر إلي نسبة 100% من المياه التي يحتاج إليها المصريين. 

كما تم استخدام النيل في الاتصال بين المناطق من خلال بناء العديد من القنوات والموانئ. في عصر الفراعنة تم إستخدام النهر في الإتصال مع بلاد شرق أفريقيا، وكما ذكرنا بأن النيل كان ومازال هو شريان الحياة لمصر. الحضارة المصرية القديمة كانت تقدس نهر النيل بسبب أن النيل هو الشريان الوحيد الذي مكن القدماء من زراعة محاصيلهم وسط المناخ القاسي والجاف في مصر. 

حتي اليوم لا يزال نهر النيل اهم مصادر المياه التي توفر الرخاء والأمن لشعب مصر. يسهم نهر النيل في اقتصاد مصر بنسبة 14.5% من اجمالي الناتج المحلي، بسبب نسبة النشاط الزراعي الكبير في مصر. بحسب احد المزارعين فإن نهر النيل يوفر للمزارع حصاد محصولين في السنة بدل من محصول واحد فقط.  اهمية نهر النيل لا تقتصر علي مصر وحدها او دول المنبع بل يعد كنز للعالم كله بسبب ما تنتجه كل تلك الدول وتصدره مما يساعد في الأمن الغذائي العالمي.

كيف يؤثر التلوث الصناعي على جوده المياه والحياه المائيه في نهر النيل

تعتبر النفايات الصناعية واحدة من اهم المشاكل التي تواجه الحفاظ على نهر النيل من التلوث، حيث قامت الحكومة المصرية بتحديد ما يقرب من الف مصنع علي طول مجرى نهر النيل. هذه المصانع تقوم بإنتاج كميات كبيرة من النفايات الاصطناعية بين النفايات الصلبة والسائلة والغازية والتي تُطلق جميعها في نهر النيل. 

 هناك تقديرات تشير بأن هذه المصانع تقوم بإنتاج 2.7 طن من النفايات في العام الواحد. ويتم رمي ما يقرب من 99000 طن بشكل مباشر من تلك النفايات في النيل.

في اغلب سنوات القرن العشرين لم تولي مصر اهتمام كبير بالتنظيم البيئي، ولكن في السنوات الآخيرة بدأة الحكومة بتنفيذات اكثر صرامة للقوانين البيئية للمحافظة قدر الإمكان علي نهر النيل. ومع الاسف الشديد لم يتم تنفيذ تلك القوانين بالقدر الكافي، وهناك قلة في التكنولوجيا اللازمة لمراقبة وتنظيم جريان تلك المصانع. هذا كله ينتج عنه دخول كمية كبيرة من التلوثات الاصطناعية للنيل، مع عواقب صغيرة من عدم تصريف المخلفات الخطرة بالنهر. 

اضرار الجريان الزراعي علي نهر النيل

هناك اعتقاد واسع بإن السبب الأكبر في تلوث نهر النيل هو الجريان الزراعي. يمكن إرجاع ما يقارب من نص ملوثات النهر إلي تآكل التربه واستخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية. حيث يؤدي إرتفاع نسب المبيدات والأسمدة لزيادة نسبة المغذيات بالنهر، ما ينتج عنه ظهور طفيليات وامراض مثل ديدان البلهارسيا.

حتي اليوم لا يزال المزارعين في مصر يقومون بإستخدام الطريقة التقليدية في ري محاصيلهم وهي غمر الأرض بالكامل بالماء. هذه العملية يتم فيها إهدار الماء وزيادة تسرب المياه الملوثة عبر التربة إلى النهر.

كيفية الحفاظ على نهر النيل
اهمية نهر النيل في مصر

أسباب تلوث نهر النيل وكيفية المحافظة عليه

هناك قضية هامة يجب معالجتها فيما يتعلق بالنهر، وهي قضية ستواجه جميع التحديات السابقة التي واجهتنا في مراحل التنمية المختلفة. حالياً، يتم بناء مجموعة من ستة سدود في السودان وجنوب مصر. من الواضح أن التنمية البشرية ستؤثر بشكل كبير على تدفق نهر النيل وتلوثه ومظهره العام.

هذا سيؤدي بدوره إلى تغييرات في نوعية وكمية وسرعة ودرجة حرارة المياه، وهي عوامل ضرورية لفهم التحلل الطبيعي لمياه النيل وزيادة انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه، مما يؤدي في النهاية إلى تغييرات بيولوجية في النظام البيئي للنهر.

كما أن أنماط التحضر على طول نهر النيل ستؤدي إلى تلوث المياه بالمواد المغذية بسبب الصرف الصحي والنفايات الصناعية والنفايات المعالجة جزئياً، بالإضافة إلى الجريان الناتج عن المناطق الحضرية. في الألفية الجديدة، يعيش 15% من السكان في حوض النيل، ويعيش 25% منهم في المناطق الحضرية على النهر أو بالقرب منه، مما يعني أن احتمالية تسارع تلوث المياه بالمواد المغذية مرتفعة وغير مسبوقة.

كما أن الكثافة السكانية الكبيرة في المناطق الحضرية تعني زيادة في استخراج المياه مقارنة بالمناطق الريفية، وهي المياه اللازمة لتلبية احتياجات الحياة الحضرية. علاوة على ذلك، فإن تأثيرات تغير المناخ العالمي تجلب معها أحداث الطقس القاسية، مثل الفيضانات والجفاف، مما سيتسبب في ضغط كبير على إدارة موارد المياه.

النفايات الصناعية مصر

تُعتبر مصر أكبر دولة عربية من حيث عدد سكانها، إذ يبلغ عدد سكانها أكثر من مئة مليون نسمة. تتواجد غالبية هذه النسبة على ضفاف نهر النيل، حيث تعتمد البلاد على النهر لتلبية احتياجاتها اليومية من المياه. تحيط بالنيل العديد من الصناعات، بدءًا من المصانع الكبيرة متعددة الجنسيات وصولًا إلى الأعمال الصغيرة التي تديرها الأسر.

تُنتج هذه الصناعات مجموعة متنوعة من المنتجات للأسواق المحلية والدولية، ومع ذلك، بغض النظر عن حجم أو نوع المنتج، توجد احتمالات للتلوث. تنوعت الصناعات في مصر بشكل كبير، من بينها معالجة الأغذية والمشروبات (مثل السكر والزيوت والمشروبات الغازية)، ومعالجة المنسوجات، والأسمدة الكيميائية، والإسمنت، وطلاء المعادن، ومصانع الورق واللب، والمدابغ.

تنتج هذه الصناعات وغيرها منتجات ثانوية يمكن أن تؤدي إلى تلويث النيل، مثل الأحمال العضوية الناتجة عن تحلل السكريات والسليلوز وغيرها، والرواسب، ومجموعة من المواد الكيميائية والمعادن الثقيلة. يمكن أن تتسبب الأحمال العضوية في استنزاف الأكسجين المذاب من الماء، مما يؤدي إلى قتل الحياة المائية وتقليل صلاحية المياه للاستخدام البشري.

تتجلى آثار هذا التلوث بشكل خاص في منطقتي الأقصر وأسوان، حيث يتركز النشاط الصناعي نتيجة قرب السد العالي وتكلفة الطاقة المنخفضة. في مؤتمر عُقد مؤخرًا في بداية هذا العام، أفاد مسؤول في وزارة البيئة أن حوالي 83% من عينات المياه المأخوذة من نهر النيل وُجدت غير صالحة للاستهلاك البشري بسبب مستويات التلوث المرتفعة.

وهذا يشير إلى تراجع مستمر في جودة المياه مقارنة بالتقارير السابقة التي صدرت في عام 1995، والتي أكدت معدل تلوث بلغ 77%. يُظهر هذا الاتجاه أن الأنشطة الصناعية تتسبب بشكل متزايد في تلوث النهر.

علاقة الجريان الزراعي بتلوث نهر النيل

إن استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية الكيميائية في الزراعة الحديثة له فعالية كبيرة وهو واحد من أهم أسباب تلوث نهر النيل وتعيق المحافظة عليه، ولكن تبقى عواقبه أقل تقديرًا إلى حد ما. في مصر، يتجاوز 85% من الملوثات المنبعثة (مثل النفايات والمواد الكيميائية) ناتج تصريف الأراضي ومياه الصرف الصحي. ويتسرب العديد من الملوثات إلى نهر النيل، بما في ذلك الأسمدة والمبيدات الحشرية والمواد العضوية المتنوعة.

وعلى الرغم من أن هذه الملوثات يمكن أن تؤثر مباشرة وبشكل مدمر على البيئة والصحة العامة، فإنها قد توفر أيضًا بيئة مناسبة للملوثات الضارة الأخرى. يتم تقسيم التلوث الزراعي إلى فئات ذات مصادر محددة وغير محددة.

التلوث من مصدر محدد في الزراعة نادر نسبيًا - مثل عندما يحمل خندق تصريف من حقل ملوثات إلى مجرى مائي، حيث يمكن تحديد نقطة معينة لدخول التلوث. بينما التلوث من مصدر غير محدد يكون أكثر صعوبة في التنظيم، لأنه ينتج عن التأثير التراكمي لعدة تصريفات صغيرة، والتي عادة ما تحملها مياه الجريان السطحي.

يحدث هذا النوع من التلوث على نطاق واسع في المناظر الطبيعية، مما يجعل من الصعب للغاية مراقبته والسيطرة عليه. إن الإخفاء النسبي للمصادر غير المحددة والمساحة الواسعة التي ينتشر فيها التلوث يجعله مصدر القلق الرئيسي فيما يتعلق بتلوث المياه في قطاع الزراعة.

دخول مياه الصرف الصحي على نهر النيل

الصرف الصحي هي نفايات بشرية تتكون من البراز والبول والصابون الذي نستخدمه في الإستحمام ومياه الغسيل إلخ، والذي يمكن أن تتحلل مكوناته بواسطة الكائنات الدقيقة ما لم يتجاوز الطلب على الأكسجين حد استيعابه. يمكن قياس هذا الحمل العضوي من خلال الطلب البيولوجي للأكسجين، مما يساعد في تقييم تأثير مياه الصرف الصحي الحضرية على نظام المياه.

كما يمكن أن يؤدي الحمل العضوي المرتفع إلى استهلاك الأكسجين المذاب في الماء، مما يجعل البيئة لاهوائية وينتج عنه العديد من المواد السامة. وتعتبر المستويات العالية من المواد العضوية ضارة ليس فقط للحياة المائية، بل أيضًا للصحة العامة.

تحتوي مياه الصرف الصحي الحضرية على كائنات مسببة للأمراض تنشأ من النفايات البشرية، مثل الفيروسات والبكتيريا والطفيليات وغيرها. وهذه الكائنات يمكن أن تكون خطرة على الصحة العامة وقد تحول المياه إلى خزانات للأمراض.

لذا، فإنها تشكل تهديدًا للأشخاص الذين يستخدمون مياه النيل لتلبية احتياجاتهم اليومية. عادةً، يمكن قتل الكائنات المسببة للأمراض بسهولة بواسطة أشعة الشمس خلال يوم أو يومين.

لماذا نحافظ على نهر النيل

تتنوع الاستراتيجيات الخاصة بحماية نهر النيل بقدر تنوع التهديدات التي تواجهه. من بين الأساليب الهامة للحفاظ على البيئة النيلية هو الحد من التدهور البيئي، ويمكن تحقيق ذلك من خلال وضع معايير وقواعد لجودة المياه في الدول الواقعة على ضفاف النيل. هذه خطوة إيجابية، ويجب على كافة دول حوض النيل العشر تبني هذه التدابير.

وفقًا للصندوق العالمي للحياة البرية، تشمل هذه التدابير "العصي" مثل الرسوم على النفايات السائلة، ورسوم التصريف، والضرائب، وعقوبات عدم الامتثال مثل الغرامات وإغلاق المنشآت الملوثة، و"الجزرة" التي تتمثل في حوافز تنظيمية؛ 

  • والمبادرات التطوعية للحد أو القضاء على التلوث؛ وإدراك الجمهور لتجاوز معايير الامتثال. هذه طريقة فعالة، ومن المؤكد أنها ستساعد في تقليل تلوث النيل ومنعه.
  • الزراعة تعتبر مفتاح النمو الاقتصادي والتنمية في مصر، ولكنها واحدة من الأسباب الرئيسية لتلوث النيل. على مر السنين، أدت زراعة محاصيل مثل القطن إلى الإفراط في استخدام الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية.

دور الجمعية المصرية للبيئة في الحفاظ على نهر النيل

إن جريان هذه المواد الكيميائية له تأثير كبير على جودة مياه النيل، كما أن تأثيراتها تضر بالحياة المائية وصحة الإنسان. من الواضح أنه من الضروري التحول إلى ممارسات زراعية أكثر استدامة. توصي الجمعية المصرية للبيئة اليوم المزارعين باستخدام الأسمدة العضوية و"تقليل استخدام المبيدات الحشرية مع توقيت استخدامها ليتزامن مع تفشي الآفات".

هذه توصية مفيدة، ولكن قد يكون من الصعب تطبيقها وقد يحتاج المزارعون في مصر لبعض الحوافز لتغيير طرقهم. من بين علامات الأمل في مستقبل النيل تجديد الاهتمام بالنهر والتوافق على أن التعاون ضروري لإحداث التغيير.

لقد أدركت دول حوض النيل أنها لا تستطيع استخدام النهر بنفس الطريقة التي كانت عليها إذا كانت الأجيال القادمة ترغب في الاستفادة من نفس الموارد. هذا الإدراك إيجابي، ونأمل أن يتم اتخاذ التدابير اللازمة لحماية مستقبل هذا النهر العظيم.